الوسواس القهري
يعتبر مرض الوسواس القهري هو احد الامراض العصبيىه التي تصيب الانسان جراء الأفكار التسلطية التى تقتحم تفكير المريض مع علمه بأنها أفكار سخيفة التي لا يستطيع مقاومتها وغالبا ما يضطر إلى أداء طقوس حركية حتى يقلل من شعور التوتر والقلق الذى يشعر به الشخص حين تتسلط عليه الأفكار. ويأتي المرض عادة في هيئة أفكار أو اندفاعات أو مخاوف، وقد يكون في هيئة طقوس حركية مستمرة أو دورية .
فمريض الوسواس القهري يعلم بعدم صحة أفكاره مع يقين المريض بتفاهة هذه الوساوس ولا معقوليتها، وعلمه الأكيد أنها لا تستحق منه هذا الاهتمام، ومحاولة المريض المستمرة لمقاومة هذه الوساوس وعدم الاستسلام. ولكن مع طول مدة المرض قد تضعف درجة مقاومته، وقد تترتب على إحساس المريض بسيطرة هذه الوساوس وقوتها القهرية مشاكلُ اجتماعية والآم نفسية وعقلية.
ومن الجدير بالذكر ان الاصاب بمرض الوسواس القهري ليس خطأ أو نتيجة لكون الشخصية ضعيفة أو غير مستقرة، فهو مرضا طبيًا مرتبط بالمخ ويسبب مشكلات في معالجة المعلومات التي تصل المخ، حيث تشير الأبحاث إلى أن مرض الوسواس القهري يتضمن مشكلات في الاتصال بين الجزء الأمامي من المخ (المسئول عن الإحساس بالخوف والخطر) والتركيبات الأكثر عمقًا للدماغ العقد العصبية القاعدية التي تتحكم في قدرة المرء علي البدء و التوقف عن الأفكار.
وعند التحدث عن اسباب الوسواس القهري، فلقد اثبت علم النفس أن سبب الوسواس القهري هو نوع من الاكتئاب أو انعدام السعادة أو الراحة لدى الإنسان مما يدفعه للبحث عن أي شيء غريب يمكن أن يفعله لا شعورياً للترويح عن نفسه والإحساس بنوع من تفريغ الطاقة حتى بشيء غير معقول ، ويجدر هنا الاشارة إلى النظريات المركزية التي وضعت بتلك النقطة والتي افادت بأن هناك عوامل بيولوجية التي تكون نتيجة لتغير كيماوي يحصل في جسم الشخص المصاب، او في اداء دماغه. كما أن هنالك ادلة على ان اضطراب الوسواس القهري قد يكون مرتبطا، ايضا، بعوامل جينية وراثية معينة ، وهناك عوامل بيئية ، بالاضافة إلى وجود درجة غير كافية من السيروتونين (Serotonin) هو إحدى المواد الكيماوية الضرورية لعمل الدماغ ، حيث اظهرت أبحاث معينة اجريت خلالها مقارنات بين صور لأدمغة أشخاص مصابين باضطراب الوسواس القهري وبين أدمغة لأشخاص غير مصابين باضطراب الوسواس القهري، فرقا في نمط عمل الدماغ في كل من الحالتين. وعلاوة على ذلك، فقد تبين أن أعراض اضطراب الوسواس القهري تتقلص وتخف حدتها لدى الأشخاص المصابين باضطراب الوسواس القهري ويتعاطون أدوية ترفع من فاعلية السيروتونين.
اما عن اعراض مرض الوسواس القهري فالمخاوف العادية -مثل الخوف من العدوى بمرض ما والتي قد تزيد في أوقات الضغط العصبي كأن يكون أحد أفراد الأسرة مريضًا أو على وشك الموت– فلا تعتبر مثل هذه الأعراض مرضًا ما لم تستمر لفترة طويلة، وتصبح غير ذات معنى، وتسبب ضغطًا عصبيًا للمريض أو تحول دون أداء المريض للواجبات المناطة به أو تتطلب تدخلا طبيا. ومن بين تلك الاعراض التأكد من الأشياء مرات ومرات مثل التأكد من إغلاق الأبواب والأقفال والمواقد.،القيام بعمليات الحساب بشكل مستمر “في السر” أو بشكل علني أثناء القيام بالأعمال الروتينية، تكرار القيام بشيء ما عددًا معينًا من المرات ،الصور التي تظهر في الدماغ و تعلق فى الذهن ساعات طويلة و عادة ما تكون هذه الصور ذات طبيعة مقلقة،الكلمات أو الجمل غير ذات المعنى التي تتكرر بشكل مستمر في رأس الشخص، وكذلك التساؤل بشكل مستمر عن “ماذا لو”؟
وعلاج مرض الوسواس القهري يكون فقط بأن يقوم الإنسان بفعل الأشياء التي يحبها ويستمتع بها فقط وخلال فترة معينة سوف يتعود المخ ويدرك اللاشعور لدى الإنسان أن تفريغ الطاقة في الأشياء التي يحبها الإنسان هي أفضل بكثير وسوف يكون بإمكان الإنسان بسهولة أن يتخلص من هذا الوسواس لأنه ببساطة يكون قد خرج من حالة الاكتئاب التي دفعته للبحث عن هذا الوسواس ، ومنع الاستجابه يأتي في الدرجة الاولى لهذا المرض،فقبل استخدام الأدوية الطبية الحديثة والعلاج النفسي المعرفي، كان مرض الوسواس القهري يُصنف بأنه غير قابل للعلاج. واستمر معظم الناس المصابين بمرض الوسواس القهري في المعاناة على الرغم من خضوعهم للعلاج النفسي لسنين طويلة. ولكن العلاج الناجح لمرض الوسواس القهري، كأي مرض طبي متعلق بالمخ، يتطلب تغييرات معينة في السلوك وفي بعض الأحيان يتطلب بعض الأدوية النفسية.
ومن انواع علاجات مرض الوسواس القهري العلاج الدوائي حيث ان هناك ثمة أدوية معينة لمعالجة الامراض النفسية يمكن ان تساعد في السيطرة على الوساوس والسلوكيات القهرية التي تميز اضطراب الوسواس القهري، والعلاج البيئي و العلاج السلوكي والعلاج التدعيمي .