انفصام الشخصية

 

يعتبر الفصام من أهم وأشهر الاضطرابات الذهانية، والذهان هو عدم القابلية لتفريق ما هو حقيقي عما هو ليس حقيقي ويذكر كثير من الناس الذين يعانون من هذه الأعراض بأنهم يسمعون أصواتًا ويرون خيالات مما يثير قلقهم وينتابهم شعور بالخوف من وقوع أذى لهم دون معرفة السبب في ذلك . فمرض الفصام هو أحد الأسباب الرئيسية للاعاقة، حيث يحتل الذهان النشط المرتبة الثالثة بين الحالات الأكثر إحداثا للإعاقة بعد الشلل الرباعي والخرف وقبل الشلل النصفي والعمى.

فالفصام هو و اضطراب عقلي ناتج عن خلل في الصحة النفسية والقدرات المعرفية (التفكير، السلوك، العاطفة) مما ينتج عنه اضطراب في الأداء الاجتماعي والوظيفي، ويصيب 24 مليون شخص على مستوى العالم أى ما يعادل 1% من السكان، وهو مرض دماغي مزمن يصيب عدداً من وظائف العقل وهو مجموعة من الأستجابات الذهنية تتميز بأضطراب أساسي في العلاقات الواقعية وتكوين المفهوم، وأضطرابات وجدانية وسلوكية وعقلية بدرجات متفاوتة كما تتميز بميل قوي للبعد عن الواقع والهلوسه والاوهام وعدم التناغم الأنفعالي، والأضطرابات في مجرى التفكير والسلوك الأرتدادي ويميل إلى التدهور إجتماعيا أو وظيفيا في بعض الحالات

واذا حاولنا وصفه من خلال عمل المخ، يمكننا القول بان المخ يعمل من خلال إشارات كهربائية تتحول إلى نبضات كيميائية من خلال تغيرات سيكولوجية منتظمة، وعند الإصابة بمرض الفصام يحدث خلل في هذه الإشارات والنبضات داخل المخ مما يؤدي إلى ظهور خلل في الرسائل التي تصل إلى المخ مما يؤدي إلى التفكك النفسي وعدم القدرة على التركيز والشعور بالإحباط النفسي والإرتباك والتوتر وبالتالي ظهور الاحساس بالإجهاد من أقل مجهود

وعلى الرغم من عدم معرفة العلماء سبباً واضحاً للإصابة بمرض الفصام، فهناك دلائل قوية تشير إلى اضطراب بعض النواقل العصبية وخاصة مادة (الدوبامين) في الفواصل بين الخلايا العصبية في مناطق معينة في الدماغ والمسؤولة عن تشكيل المعتقدات والعواطف وإدراكنا لما حولنا. كما رصد العلماء تغيرات في تركيب الدماغ في هذه المناطق لبعض المصابين بالمرض، ولكن هناك بعض الافتراضات عن سبب الاصابة بمرض الفصام والتي تتمثل في الجينات الوراثية والإصابة أثناء لولادة بالفيروسات و نقص الأكسجين، و من الجدير بالذكر ان هناك العديد من العوامل التي تساهم في الاصابة بمرض انفصام الشخصية  منها العوامل الوراثية والعوامل البيولوجية (العضوية) ، وكذلك طبيعة الشخصية وعوامل نفسية أخرى. والعوامل الاجتماعية والعوامل الأسرية وطبيعة البيئة المحيطة بالفرد.

وتتنوع اعراض انفصام الشخصيه من مريض إلى الاخر ولكن هنا لابد التنويه انه ليس كل شخص يعاني من الفصام يعاني من نفس الأعراض، فالبعض يعاني من جميع الأعراض والبعض يعاني من بعضها فقط ، وتنقسم تلك الاعراض إلى اعراض ما قبل انفصام او الاعراض المبدئية والتي تشمل إضطرابات النوم واضطرابات الشهية وسلوكيات غير عادية ملحوظة وبلادة المشاعر تجاه الآخرين وصعوبة متابعة الكلام والاهتمام بأفكار غير عادية وأفكار اضطهاد أو التأثير،وهناك اعراض الفصام الفعلية التي تنسم بدورها إلى اعراض فصام نشطة ( الهلاوس و والضلالات و اختلال الاحساس بالنفس و اضطراب او خلل في الذاكرة ) ،وايضاً اعراض الفصام السلبية واعراض اضطراب القدرات العصبية .

يتم تقديم علاج الفصام للمريض بغرض تقليل الاعراض وتخفيف حدتها وتقليص احتمال تكرار الفصام او رجوع الاعراض من جديد ، حيث تشتمل معالجه مرض الفصام على المعالجة الدوائية (Medicine Therapy) والمعالجة النفسية (Psychotherapy) و التاهيل (Rehabilitation)، العالجة النفسية الفردية، والمعالجة العائلية وكذلك مجموعات الدعم والعلاج، والاستشفاء العلاج في المستشفى ( Hospitalization) حيث قد يكون هناك عدداً من التدخلات النفسية والاجتماعية مفيدا في علاج مرض الفصام ومنها: العلاج الأسري،  العلاج التوكيدي المجتمعي، التوظيف المدعوم، العلاج المعرفي، التدريب على المهارات، العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، والتدخلات الاقتصادية المنوال، والتدخلات النفسية والاجتماعية لتعاطي المخدرات والتحكم بالوزن العلاج أو التعليم الأسري، الذي يتوجه نحو نظام الأسرة بأكمله لمصلحة الفرد، قد يقلل من الانتكاسات والدخول إلى المستشفى الأدلة المتوفرة عن فعالية العلاج المعرفي السلوكي في تخفيف الأعراض أو منع الانتكاس قليلة. والعلاج الفني أو الدرامي لم يبحث بشكل جيد.