نظرة داخل شخصية المدمن
قبل التطرق إلى موضوع الادمان والتعرف على اسبابه وانواعه وطرق علاجه يجدر بنا الاشارة ان الادمان يمكن علاجه وليس كما يزعم البعض بانه ليس له علاج، ولذلك فليس كل مدمن يصنف بكونه شخص سيء بل نسبه كبير منهم تتالم وتبحث عن العلاج لحالتهم .
ولذلك لا يمكن تناول موضوع الادمان بدون التعرف على شخصية المدمن فهو بصفة عامة إنسان إعتمادي سلبي ليس له شخصية استقلالية يلجأ إلى الحلول قصيرة المدى والتي تحقق إشباعاً سريعاً حتى ولو مؤقتاً. لذلك فهو يفتقر للحزم والحسم وبعد النظر ولا يقوى على تأجيل رغباته ويسعى لإشباع غرائزه وتحقيق رغباته تحقيقاً فورياً.
ومن هنا نستطيع ان نجد ان ادمان المواد المخدرة يتنشر في نوعين من الشخصيات اولهما الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder والنوع الثاني نجده في الشخصية الإكتئابية Depressive Personality Disorder
فالشخص السيكوباتي لا يتعلم من أخطاءه ولا يجدي معه العقاب وكل تجار المخدرات بدون اسثناء من الشخصيات السيكوباتية، ومن الجائز أن نقول أن معظم السيكوباتيين يلجأون لمثل هذه المواد لكن هذا لا يعني أن كل المدمنين سيكوباتيين، ولقد وجد أنه من 35-60% من المدمننين من ذوي الشخصية السيكوباتية.
وتلك الشخصية تظهر ملامحها مبكرً منذ ان كان الشخص طفلاً او على اعتاب المراهقه، فنجدة عنيفاً عدوانياً وتترسخ مع الأيام وتزداد عنفا ويزداد الشخص عدوانية ضد المجتمع همه الأوحد والدائم نحو تحقيق ملذاته وإرضاء نزواته على حساب كل إنسان أيّن كان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد إلا نفسه لا يتعلم من أخطاءه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد .
اما الشخص الاكتائبي فهو أميل في مزاجه العام إلى الإحساس المستمر بالحزن وافتقاد الرغبة والحماس لكثير من الأشياء التي تثير حماس واهتمام باقي البشر. وهو مُعرض لنوبات حادة من هبوط المعنويات ، والإحساس القوي بالإكتئاب لعدة أيام قد يقاومها بإحدى المواد المخدرة أو المنشطة بشكل متقطع أو مستمر وقد يقوده سوء الاستعمال لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها ومن الجدير بالذكر ان ثلث المدمنين على الأفيون يكونون من أصحاب الشخصية الاكتئابية وحوالي 40% منهم يدمنون الخمور.