برغم من تاثيرها المميت .. فلماذا يلجئون إلى الادمان ؟
Comments(0)
عند تناول موضوع الادمان ، اول سؤال يتبادر في الذهن انه اذا كان الانسان يدرك مخاطر الادمان التي تصل إلى حد التسبب في موته والتاثير السلبي الذي يتركه على المحيطين به من اسرته واصدقائه فلماذا اذن يقدم عليه ؟ والاجابه تكمن ان نشاط مخ الانسان وتحرك المواد الكيميائية الذي يقوم بين خلاياه تقوم على حقيقه بسيطة وهي تحقيق أقصى درجات اللذة النفسية وتقليل الألم. والمقصود باللذة النفسية هنا أي الاحساس بالسعادة والاسترخاء والأمان والثقة والطمأنينة.
حيث يتجه الانسان تلقائياً عند الخطر أو تحت ضغوط معينة أو في ظروف خاصة نحو بعض المواد التي تعينه على تحقيق أقصى درجات اللذه وتساعده على زوال ما يشعر به أو يعاني منه من ألم، والمقصود باللذة هنا اللذة النفسية: أي الاحساس بالسعادة والاسترخاء والأمان والثقة والطمأنينة.
وقد يلجأ الانسان إلى تعاطي بعض المواد الكيميائية التي تعزز هذا الشعور وتقلل من إحساسه بالحزن والقلق والاكتئاب ، وهذا ما يدفعه إلى تكرار تعاطيها لما لها من تأثير على نفسه يبدو تأثيراً جيداً. فالمادة المخدرة بالنسبة له مضادة للألم وخيبة الأمل ومضادة لأحاسيس الفشل المرة.
ومن جانب اخر يجب التعرف على اسباب وانواع وطرق علاجه يجدر بنا الاشارة ان الادمان يمكن علاجه وليس كما يزعم البعض بانه ليس له علاج، ولذلك فليس كل مدمن يصنف بكونه شخص سيء بل نسبه كبير منهم تتالم وتبحث عن العلاج لحالتهم .
ولذلك لا يمكن تناول موضوع الادمان بدون التعرف على شخصية المدمن فهو بصفة عامة إنسان إعتمادي سلبي ليس له شخصية استقلالية يلجأ إلى الحلول قصيرة المدى والتي تحقق إشباعاً سريعاً حتى ولو مؤقتاً. لذلك فهو يفتقر للحزم والحسم وبعد النظر ولا يقوى على تأجيل رغباته ويسعى لإشباع غرائزه وتحقيق رغباته تحقيقاً فورياً.
ومن هنا نستطيع ان نجد ان ادمان المواد المخدرة يتنشر في نوعين من الشخصيات اولهما الشخصية السيكوباتية Antisocial Personality Disorder والنوع الثاني نجده في الشخصية الإكتئابية Depressive Personality Disorder
فالشخص السيكوباتي لا يتعلم من أخطاءه ولا يجدي معه العقاب وكل تجار المخدرات بدون اسثناء من الشخصيات السيكوباتية، ومن الجائز أن نقول أن معظم السيكوباتيين يلجأون لمثل هذه المواد لكن هذا لا يعني أن كل المدمنين سيكوباتيين، ولقد وجد أنه من 35-60% من المدمننين من ذوي الشخصية السيكوباتية.
وتلك الشخصية تظهر ملامحها مبكرً منذ ان كان الشخص طفلاً او على اعتاب المراهقه، فنجدة عنيفاً عدوانياً وتترسخ مع الأيام وتزداد عنفا ويزداد الشخص عدوانية ضد المجتمع همه الأوحد والدائم نحو تحقيق ملذاته وإرضاء نزواته على حساب كل إنسان أيّن كان وعلى حساب كل القيم المتعارف عليها من مجتمعه. لا يحترم القوانين أو الأعراف أو التقاليد وليس لديه ولاء لأحد إلا نفسه لا يتعلم من أخطاءه ولا يشعر بالذنب تجاه أحد .
اما الشخص الاكتائبي فهو أميل في مزاجه العام إلى الإحساس المستمر بالحزن وافتقاد الرغبة والحماس لكثير من الأشياء التي تثير حماس واهتمام باقي البشر. وهو مُعرض لنوبات حادة من هبوط المعنويات ، والإحساس القوي بالإكتئاب لعدة أيام قد يقاومها بإحدى المواد المخدرة أو المنشطة بشكل متقطع أو مستمر وقد يقوده سوء الاستعمال لمثل هذه المواد إلى التعود عليها أو إدمانها ومن الجدير بالذكر ان ثلث المدمنين على الأفيون يكونون من أصحاب الشخصية الاكتئابية وحوالي 40% منهم يدمنون الخمور.